الامتحان والاختبار، استعيرت؛ لكشف ما يكره، والدجال: فعال من الدجل؛ وهو التغطية، سمي به؛ لأنه يغطي الحق بباطله. انتهى من "شرح الإحياء".
فإن قلت: كيف استعاذ من فتنة الدجال مع تحقق عدم إدراكه؟
أجيب: بأن فائدته تعليم أمته؛ لينتشر خبره بين الأمة جيلًا بعد جيل؛ بأنه كذاب مبطل ساع على وجه الأرض بالفساد؛ حتى لا يلتبس كفره عند خروجه على من أدركه. انتهى "قسطلاني".
(وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) مفعل من الحياة والموت، ويحتمل: إرادة زمنهما؛ لأن ما كان معتل العين من الثلاثي .. يأتي منه المصدر والزمان والمكان بلفظ واحد.
قال ابن دقيق: فتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها - والعياذ بالله تعالى - سوء الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها: الفتنة عند الموت، أضيفت إليه؛ لقربها منه، ويكون المراد على هذا بـ (فتنة المحيا): ما قبل ذلك.
ويجوز أن يراد: فتنة القبر، وقد صح أنهم يفتنون في قبورهم، وقيل: أراد بـ (فتنة المحيا): الابتلاء مع زوال الصبر والرضا بالقدر، وترك متابعة طريق الهدى، وبـ (فتنة الممات): السؤال في القبر مع الحيرة، كذا في "الفتح".
وقيل: شدة سكراته، وقيل: هي سوء الخاتمة، ولم يعين في هذا الحديث موضع هذا الدعاء، ولكن ذكره في حديث أبي هريرة المذكور في "الصحيحين" بلفظ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهد أحدكم .. فليستعذ بالله من أربع؛ يقول: اللهم؛ إني أعوذ بك من عذاب جهنم ... " الحديث؛ أي: إذا فرغ أحدكم من التشهد في آخر صلاته مع ما