للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْبُخْل، وَأَرْذَلِ الْعُمُر، وَعَذَابِ الْقَبْر، وَفِتْنَةِ الصَّدْر،

===

بفرض الجهاد، والصَدْعِ بالحق وإنكار المنكر، ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات. انتهى من "العون".

(و) يتعوذ من (البخل) أي؛ ترك أداء الواجبات المالية؛ وهو - بضم الباء الموحدة وإسكان الخاء المعجمة، وبفتحهما، وبضمهما، وبفتح الباء وإسكان الخاء -: ضد الكرم، ذكَرَ معنى ذلك في "القاموس".

وقد قيده بعضهم في الحديث بـ (مَنْع ما يجبُ إخراجه من المال شرعًا أو عادةً) ولا وجه له؛ لأن البخل بما ليس بواجب من غرائز النقص المضادة للكمال، فالتعوذ منها حسن بلا شك، فالأولى تبقية الحديث على ظاهره وعمومه، وتركُ التعرض لتقييده بما لا دليل عليه.

(و) يتعوذ من (أرذل العمر) أي: ومن الرجوع إلى أخسه؛ وهو البلوغ إلى حد في الهرم؛ يعود معه كالطفل في سَخَف العقل وقلَّة الفهم وضعف القوة.

(و) يتعوذ من (عذاب القبر) وهو ضغطة القبر بحيث يتخالف الجنبان؛ كالشباك، وقيل: سُؤالُ الملكين، وفيه ردٌّ على من أنكره من المعتزلة، والأحاديث فيه متواترة؛ كما مر (و) يتعوَّذ من (فتنة الصدر) وضيق القلب.

قال ابن الجوزي في "جامع المسانيد": هي أن يموت غير تائب، وقال الأَشْرَفيُّ في"شرح المصابيح": قيل: هي موتهُ وفسادُه.

وقيل: هي ما ينطوي عليه الصدر من غل وحسد وخُلُق سيئ وعقيدةٍ غير مرضية، وقال الطيبي: هي الضيق المشار إليه بقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} (١). انتهى من "العون".


(١) سورة الأنعام: (١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>