وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه:(ما تقول) وتقرأ (في الصلاة؟ ) أي: أي شيء تقرأ في صلاتك المفروضة؛ هل تقرأ سورة الفاتحة أم غيرها؟ (قال) الرجل في جواب سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أتَشَهَّدُ) من التفعل مضارع مسند إلى ضمير المتكلم؛ أي: أنا أقرأ التشهد في صلاتي؛ أي: أقول في صلاتي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله (ثم) بعد تشهدي في القيام (أسأل الله الجنة، وأعوذ به) أي: بالله (من النار، أما) أي: أرجو أن تسمع مني فيما أقول لك يا رسول الله، فـ (أما) هنا حرف تنبيه واستفتاح (والله) أي: أقسم لك بالإله الذي لا إله غيره (ما) نافية؛ أي: ما (أُحْسِنُ) ولا أَعرِفُ (دَنْدَنَتكَ) أي: صَوْتكَ الخَفِيَّ في قيامك في الصلاة - إذا صليت أنت بنا في مسجدك يا رسولَ الله (ولا) أعرف (دندنة معاذ) بن جبل؛ أي: صَوْتَه الخفيَّ في قيامه إذا صلى بنا معاذ في مسجده، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حَوْلَها) أي: حولَ تلك الدندنةِ وأثَرها وخَلْفها (نُدَنْدِنُ) ونَتَّبعُ؛ أي: نتبع نحن معاشرَ المؤمنين تلك الدندنة التي أُدَنْدِنُها أنا أو معاذ وخَلْفَها في أصواتنا الخفية السرية في صلاتنا السرية، فلا نقرأ التشهد ولا الدعاء في قيامنا في الصلاة السرية؛ أي: نقرأ الفاتحة وراء الإمام.
قوله:"كيف تقول في الصلاة؟ " خطاب للرجل وسؤال عن كيفية صلاته