وقراءته في صلاته؛ أي: أي شيء تقرأ في قيامك في الصلاة.
ولفظ "العون": أي: ما تدعو في صلاتك؟ (قال) الرجل: (أتشهَّدُ) - بتشديد الهاء - تفعُّلٌ من الشهادة؛ يريد: تَشهُّدَ الصلاةِ؛ وهو التحياتُ ... إلى آخره، سمي تشهدًا؛ لأن فيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وقول صاحب "العون": (أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم .. غلط فاحش في هذا المقام؛ لأنها ليست شرطية، بل هي ها هنا استفتاحية، وهي مخففة لا غير، وكأن صاحب "العون" في كتابه هذا غاب عنه كيفيةُ استخدام فنون اللغة العربية رحمه الله تعالى وجزاه عنا على ما أفادنا في كتابه هذا وجميع المسلمين.
وإنما صرحنا هنا بهذا الغلط؛ لأنه فاحش ربما يظن المبتدئ أنه صواب فيستدل به، رب؛ لا تجعلني مِمَّنْ يَدْخلُ في قول بعضهم:
وكم من عائب قول صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
قوله:(ما أُحسن دندنتك) من الإحسان؛ أي: لا أعرف ولا أدري ولا أعلم (دندنتك) فأعمل بها - بدالين مفتوحتين ونونين - من الدندنة؛ نظير الزلزلة؛ وهي أن يتكلم الرجل بالكلام تُسمعُ نغمته ولا يُفْهَم؛ نظير الدوي في حديث جبريل؛ وهي أرفع من الهَيْنَمَةِ قليلًا، قاله في "النهاية"، وقال الخطابي: الدندنةُ: قراءةٌ مُبْهَمة غير مفهومة، والهينمةُ مِثْلُها أو نحوُها. انتهى.
(ولا) أدري ولا أعرف (دندنة) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبي عبد الرحمن المشهور رضي الله تعالى عنه، من أعيان الصحابة، شهد بدرًا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات