بالشام سنة ثماني عشرة (١٨ هـ) كان يصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم والعشاء بقومه في مسجدهم؛ لأنه كان من قُرَّاءِ الصحابة؛ والمعنى: أي: لا أدري ولا أعرف ما تدعو به أنت يا رسول الله وما يدعو به معاذ إمامنا؛ أي: ولا أعرف دعاءك الخفي الذي تدعو به في الصلاة، ولا صوت معاذ، ولا أقدر على نظم ألفاظ المناجاة لمثلك ومثلِ معاذ.
وإنما ذكَرَ الرجلُ الصحابيَّ معاذًا - والله أعلم - لأنه كان من قوم معاذ، أو هو ممن كان يصلي خلف معاذ.
والحاصل: أي: أني أسمع صوتك وصوت معاذ، ولكن لا أفهم.
(حولها) بالإفراد هكذا في نسخ الكتاب، وكذا في نسخ "أبي داوود".
وقال المناوي في "فيض القدير": (حولها) يعني: الجنة، كذا هو بخط السيوطي، وما في نسخ "الجامع الصغير" من أنه (حولهما) تحريف وإن كان روايةً. انتهى.
قال ابن الأثير: وفي رواية: (حولهما ند ندن) والضمير في (حولهما) للجنة والنار؛ أي: حولهما ندندن بطلب الجنة والاستعاذة من النار.
ومنه: دندن الرجل؛ إذا اختلف في مكان واحد مجيئًا وذهابًا، وأما رواية:(عنهما ندندن) فمعناه أن دندنتنا صادرة عنهما وكائنة بسببهما. انتهى.
وقال المناوي في "فيض القدير": أي: ما ندندن إلا حول طلب الجنة، والتعوذ من النار، وضمير (حولهما) للجنة والنار؛ فالمراد: ما ندندن إلا لأجلهما، ففي الحقيقة لا مباينة بين ما ندعو به وبين دعائك. انتهى.
قال السيوطي: أي: حول الجنة والنار ندندن، وإنما نسأل الجنة ونتعوذ من النار؛ كما تفعل، قاله تواضعًا وتأنيسًا له. انتهى من "العون".