للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّة، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّار، وَسَلُوا اللهَ الْمُعَافَاةَ؛

===

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

أي: سمع أبا بكر (حين قبض) وتوفي (النبي صلى الله عليه وسلم) والظرف متعلق بـ (سمع) حالة كون أبي بكر (يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامي هذا) يعني: المنبر النبوي، والظرف في قوله: (عام الأول) متعلق بـ (يقول) وهو من إضافة الموصوف إلى صفته؛ أي: سمع أبا بكر يقول في العام الأول من موته صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (ثم بكى أبو بكر) معطوف على (يقول) أي: سمع أبا بكر يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامي هذا، ثم بكى أبو بكر؛ أي: ثم بعد قوله: (قام) بكى أبو بكر (ثم) بعد بكائه (قال) أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق) ضد الكذب؛ أي: لازموا الصدق أيها الناس في كل شيء، فلا تنفكوا عنه (فإنه) أي: فإن الصدق (مع البر) أي: مقترن بالبر وفعل الخير (وهما) أي: فالصدق مع البر كائنان (في الجنة) أي: يوصلان صاحبهما إلى الجنة (وإياكم والكذب) أي: باعدوا أنفسكم عن الكذب؛ وهو الإخبار عن الشيء بخلاف ما عليه عامدًا عالمًا، ونصب الضمير على التحذير بعامل محذوف وجوبًا.

(فإنه) أي: فإن الكذب (مع الفجور) أي: مقترن بالإثم والذنب (وهما) أي: الفجور والكذب (في النار) أي: موصلان صاحبهما إلى النار (وسلوا الله) تعالى أيها المؤمنون (المعافاة) أي: السلامة من بلاء الدنيا والآخرة، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>