موضع الترجمة (فإنه) أي: فإن الشأن والحال الم يؤت) ولم يعط (أحد) من الناس (بعد اليقين) والإيمان، فهو المطلوب والأساس الأولى؛ إذ لا عبرة لشيء من الأعمال الصالحة بدونه (خيرًا) أي: شيئًا أنفع له (من المعافاة) أي: من السلامة من البلايا (ولا تحاسدوا) أيها المؤمنون؛ أي: لا يحسد بعضكم بعضًا؛ والحسد في اللغة: أن تتمنى زوال نعمة المحسود وعودها إليك، يقال: حسده يحسده حسودًا؛ من باب قعد، قال الأخفش: وبعضهم يقول: يحسد - بالكسر - والمصدر حسدًا - بالتحريك - وحسادة، وحسدتك على الشيء، وحسدتك الشيء بمعنىً واحد.
وأما الغبطة الجائزة شرعًا .. فهي أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه، تقول منه: غبطته بما نالى، غبطًا وغبطةً.
وقد يوضع الحسد موضع الغبطة؛ لتقاربهما؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:"لا حسد إلا في اثنتين" متفق عليه. أي: لا غبطة أعظم ولا أحق من الغبطة في هاتين الخصلتين. انتهى من "المفهم".
(ولا تباغضوا) أي: لا يبغض بعضكم بعضًا، والبغض ضد الحب، والبغيضة - بالكسر - والبغضاء: شدته؛ كما في "القاموس".
أي: لا تتعاطوا أسباب البغض؛ لأن الحب والبغض معان قلبية لا قدرة للإنسان على اكتسابها، ولا يملك التصرف فيها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:"اللهم؛ هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي؛ يعني: الحب والبغض.
(ولا تقاطعوا) أي: لا تفعلوا فيما بينكم القطيعة؛ من السب والشتم والهجران في الكلام.