للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ"، قِيلَ: وَكَيْفَ يَعْجَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللهَ فَلَمْ يَسْتَجِبِ اللهُ لِي".

===

صحابي صغير مات قبل يوم الحرة، واسم أبي عبيد سعد بن عبيد الزهري، مولى عبد الرحمن بن أزهر الزهري، ويقال له: مولى عبد الرحمن بن عوف؛ لأنهما ابنا عم له؛ تارة ينسب إلى ابن أزهر، وتارة ينسب إلى ابن عوف، وكان أبو عبيد هذا من فقهاء أهل المدينة، قرشي زهري مدني، ثقة، من الثانية. يروي عنه: (ع)، وكان من قرائهم.

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب) بالبناء للمجهول؛ أي: يستجيب الله عز وجل (لأحدكم) أيها المؤمنون دعائه إذا دعاه (ما لم يعجل) أي: ما لم يطلب ذلك الأحد استعجال إجابة دعائه.

وقوله: "ما لم يعجل" - بفتحتين بينهما عين ساكنة - من عجل؛ من باب سمع (قيل) لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر من ذكر اسم القائل: (وكيف يعجل يا رسول الله) أي: وكيف يستعجل ذلك الداعي إجابة دعائه، وما كيفية الاستعجال؟ فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال هذا السائل: كيفية الاستعجال هي أن (يقول) الداعي: (قد دعوت الله) كذا أو كذا (فلم يستجب الله) سبحانه (لي) دعائي.

قال القرطبي: ويستفاد من هذا استدامة الدعاء، وترك اليأس من الإجابة ودوام رجائها، واستدامة الإلحاح في الدعاء؛ فإن الله تعالى يحب الملحين عليه في الدعاء، وكيف لا والدعاء مخ العبادة وخلاصة العبودية، والقائل: (فدعوت

<<  <  ج: ص:  >  >>