للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ؛ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ .. أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ .. أَجَابَ".

===

وأخر (أحد) وهو اسم (يكن) عن خبرها؛ رعاية للفاصلة.

(قال) بريدة: كما زيد في رواية الترمذي: (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في شأن الرجل القائل: والله الذي لا إله غيره؛ (لقد سأل الله) عز وجل هذا الرجل (باسمه) أي: باسم الله (الأعظم) قال الطيبي: فيه دلالة على أن لله تعالى اسمًا أعظم (الذي إذا سئل به .. أعطى) المسؤول للسائل (وإذا دعي به .. أجاب) الداعي إلى دعائه، وأن ذلك الاسم مذكور ها هنا؛ أي: في دعاء الرجل.

وفيه حجة على من قال: كل اسم ذكر بإخلاص تام مع الإعراض عما سواه هو الاسم الأعظم؛ إذ لا شرف للحروف، وقد ذكر في أحاديث أخر مثل ذلك، وفيها أسماء ليست في هذا الحديث، إلا أن لفظ (الله) مذكور في الكل، فيستدل بذلك على أنه الاسم الأعظم. انتهى.

قوله: "الذي إذا سئل به أعطى ... " إلى آخره، السؤال: أن يقول: أعطني الشيء الفلاني، فيعطى.

والدعاء: أن ينادي العبد فيقول: يا رب، فيجيب الرب تعالى، ويقول: لبيك يا عبدي.

ففي مقابلة السؤال: الإعطاء، وفي مقابلة الدعاء: الإجابة، وهذا هو الفرق بينهما، ويذكر أحدهما مقام الآخر أيضًا.

وقال الطيبي: إجابة الدعاء تدل على وجاهة الداعي عند المجيب، فيتضمن قضاء الحاجة، بخلاف الإعطاء؛ فالأخير أبلغ من الأول.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب

<<  <  ج: ص:  >  >>