للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ؛ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ .. أَجَبْتَ، وَإذَا سُئِلْتَ بِهِ .. أَعْطَيْتَ، وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ .. رَحِمْتَ، وَإِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ .. فَرَّجْتَ

===

النقائص (الطيب) أي: المتصف بكل الكمالات (المبارك) أي: ذو البركة والخير لذاكره بحصول ما سئل به وإجابة ما دعي (الأحب إليك) أي: المحبوب عندك؛ لدلالته على الكمالات وتنزيهه عن النقائص.

وقوله (الذي إذا دعيت) مع صلته صفة خامسة مع ما قبله لقوله: (باسمك) أي: وأسألك أيضًا باسمك الأعظم الذي إذا دعيت (به) وطلبت إلى دفع مضرة .. (أجبت) إلى دفع تلك المضرة عن داعيك إليها (و) باسمك الأعظم الذي (إذا سئلت به) أي حاجة كانت .. (أعطيت) تلك الحاجة لسائلها (و) باسمك الأعظم الذي (إذا استرحمت به) أي: طُلبت الرحمةُ منك به .. (رحمت) من استرحمك؛ أي: أعطيت رحمتك من سألك به (وإذا استفرجت به) أي: طلب منك الفرج والشفاء به .. (فرجت) وكشفت ذلك المرض عمن طلب منك الفرج، وهو بتشديد الراء؛ من التفريج؛ وهو الإزالة والكشف.

واعلم: أن أحاديث الباب تدل على أن لله تعالى اسمًا أعظم إذا دعي به .. أجاب، وقد أنكره بعض أهل العلم، والقول الراجح قول من أثبته، وأحاديث الباب حجة على المنكرين.

قال الحافظ في "الفتح": وقد أنكره قوم؛ كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري وجماعة من بعدهما؛ كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني، فقالوا: لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض، ونَسَب ذلك بعضُهم لمالك؛ لكراهيته أن تُعاد سورةٌ، أو تُردَّدَ غَيْرُها من السورِ؛ لئلا يظن أن بعض القرآن أفضل من بعض، فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وحملوا ما ورد من

<<  <  ج: ص:  >  >>