ذلك على أن المراد بـ (الأعظم): العظيمُ، وأن أسماء الله تعالى كُلَّها عظيمةٌ.
وقال ابن حِبان: الأعظميةُ الواردةُ في الأَخْبار إنما يُراد بها: مزيدُ ثوابِ الداعي بذلك؛ كما أُطْلِق ذلك في القرآن والمرادُ به: مزيدُ ثواب القارئ.
وقال آخرون: اسْتَأْثرَ الله تعالى بِعِلْمِ الاسم الأعظم، ولم يُطْلِعْ عليه أحدًا من خلقه، وأَثْبتَه آخرون مُعيَّنا، واضطربوا في ذلك.
قال: وجملة ما وقفت عليه في ذلك: أربعة عشر قولًا، فذكرها:
ومنها: أنه (الله) لأنه اسم لم يطلق على غيره، ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى، ومن ثم أضيفت إليه.
ومنها: أنه (هو الرحمن الرحيم الحي القيوم) لما أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد؛ يعني: حديثها المذكور في أول هذا الباب.
ومنها: أنه هو الحي القيوم؛ لما أخرج ابن ماجه من حديث أبي أمامة:(الاسم الأعظم في ثلاث سور: البقرة، وآل عمران، وطه).
قال القاسم الراوي عن أبي أمامة: التمسته منها، فعرفت أنه (الحي القيوم)، وقواه الفخر الرازي، واحتج بأنهما يدلان من صفات العظمة بالربوبية ما لا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما.
ومنها:(الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم)، ورد ذلك مجموعًا في حديث أنس عند أحمد والحاكم، وأصله عند أبي داوود والنسائي، وصححه ابن حبان.
ومنها: أنه (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد) أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديث بريدة.