وقد أطال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في تحقيق ذلك في "فتح الباري"(١١/ ٢١٤ - ٢١٩)، ورجح أن التعيين فيها مدرج.
ثم ذكر أن جماعة من العلماء حاولوا جمع هذه الأسماء؛ فمنهم: من اعتمد على روايات الترمذي وابن ماجه والحاكم على اختلاف كثير فيما بينهم.
ومنهم: من تتبعها من القرآن الكريم، وقد اعتمد الكثيرون على ما وقع في "جامع الترمذي"، وذهب ابن حزم إلى أن عدد التسعة والتسعين للحصر، فليس لله اسم غيرها، وخالفه جمهور العلماء؛ كالنووي والخطابي والقرطبي والقاضي أبي بكر بن الطيب وابن العربي والفخر الرازي والحافظ ابن حجر رحمهم الله تعالى، فقالوا: إن أسماء الله تعالى أكثر من ذلك، وإنما اختصت تسعة وتسعون؛ بأن من أحصاها .. دخل الجنة.
ونقل النووي اتفاق العلماء عليه، ويؤيده: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" أخرجه أحمد وابن حبان.
وورد في دعاء أخرجه مالك عن كعب الأحبار:(أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم).
أما الحكمة في قصر إحصائها على العدد المخصوص .. فذكر الفخر الرازي عن الأكثر أنه تعبد لا يعقل معناه؛ كما قيل في عدد الصلوات الخمس وغيرها.
ونقل عن أبي خلف محمد بن عبد الملك الطبري السلمي، قال: إنما خص هذا العدد إشارة إلى أن الأسماء لا تؤخذ قياسًا.
وقيل: الحكمة فيه: أن العدد زوج وفرد، والفرد أفضل من الزوج، ومنتهى