وسكون الهاء - أبا عبد الرحمن المزني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، بايع تحت الشجرة، ونزل البصرة، مات سنة سبع وخمسين (٥٧ هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
أي: أن عبد الله بن مغفل (سمع ابنه) لم أر من ذكر اسم الابن (يقول) في الدعاء: (اللهم؛ إني أسألك القصر الأبيض) والقصر: الدارُ الكبيرةُ المُشَيَّدَةُ؛ لأنه يُقْصَر فيه الحُرَم، كذا في التوسُّط، الذي يكون (عن يمين الجنة) أي: في يمينها (إذا دخلتها) أي: الجنة (فقال) عبد الله: (أي) حرف نداء لنداء القريب؛ أي: يا (بني) مصغرٌ تصغيرَ شفقةٍ (سل الله الجنة، وعُذْ بِهِ) أي: تعوَّذْ بالله (من النار) أي: من دخول النار؛ أي: قال عبد الله ذلك لابنه حين سمعه يدعو بهذه الكلمات.
قال بعض الشراح: إنما أنكر عبد الله على ابنه في هذا الدعاء؛ لأن ابنه طَمِعَ مَا لا يَبْلغُهُ عملًا؛ أي: مِن أجرِ عَملِه؛ حيث سأل منازل الأنبياء، وجعله من الاعتداء في الدعاء؛ لما فيه من التجاوز عن حد الأدب، وقيل: لأنه سأل شيئًا معينًا، والله أعلم.
وقوله:(فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) علةٌ لِنَهْيهِ المذكور؛ أي: وإنما نهيتك عن ذلك الدعاء؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(سيكون) أي: يوجد في أمتي بعد وفاتي (قوم) منهم (يعتدون) أي: يجاوزون الحد المشروع (في الدعاء) أي: في