السبع ومالكها وخالقها وهو على حذف حرف النداء، وكذا ما بعده (و) يا رب (الأرض) السبع ومالكها (و) يا (رب كل شيء) من مخلوقاته وخالقَه ومالكَه ويا (فالق الحب) أي: ويا شاقَّ الحبة ومُخرِجَ السنبلة منها؛ من الفَلْقِ؛ وهو الشقُّ (و) يا فالق (النوى) ولبِّ التمرة فيخرج منها نخلة.
ومنه القسم المشهور عن علي رضي الله تعالى عنه من قوله:(والذي فلق الحبة وبرأ النسمة)، والنوى جمع النواة؛ وهي عَظْمُ التمر، وتخصيصها من بين الأشجار بالذكر؛ لفضلها، أو لكثرة وجودها في ديار العرب؛ والمعنى: يا من شقهما وأخرج منهما الزرع والنخيل، ويا (منزل التوراة) على موسى عليه السلام (و) يا منزل (الإنجيل) على عيسى عليه السلام (و) يا منزل (القرآن العظيم) على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله:(أعوذ بك) جواب النداءات المذكورة؛ أي: أتحصن وأتحفظ بقدرتك (من شر) وضرر (كل دابة أنت) يا إلهي (آخذ) وقابض (بناصيتها) أي: بناصية تلك الدابة ومالك أمرها؛ والناصية: مقدم الرأس.
وجملة قوله:"أنت آخذ بناصيتها" صفة لكل دابة، ولكنها سببية، والأخذ بناصية الشيء كناية عن كونه في سلطنة الآخذ؛ والمعنى: أي: أتحفظ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته؛ لأنه كله في سلطانك وتحت قهرك، وإنما تعوذت بك يا إلهي من شره؛ لأنك (أنت الأول) أي: القديم الذي لا ابتداء لوجوده (فليس قبلك) يا إلهي (شيء) من الموجودات (وأنت الآخر) أي: الباقي الذي لا آخر لوجوده (فليس بعدك شيء) يبقى (وأنت الظاهر)