للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ؛ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ".

===

ببرهان وجوده (فليس فوقك شيء) أظهر منك؛ لدلالة الآيات الباهرة عليك (وأنت الباطن) أي: باعتبار الذات (فليس دونك شيء) أبطن وأخفى منك (اقض عني الدين، وأغنني من الفقر).

وقيل: المعنى: (وأنت الظاهر) أي: الغالب القاهر لكل شيء (فليس فوقك شيء) يقهر ويغلب عليك؛ من الظهور بمعنى: الغلبة والقهر وكمال القدرة.

وقيل: المراد: أن الله تعالى ظاهر وجوده بالدلائل القطعية والبراهين الساطعة، وقوله: (ليس فوقه شيء) يؤيد المعنى الأول (وأنت الباطن) أي: الخفي عن الإدراكات المحتجب عنها، أو أنت العالم بالخفيات (فليس دونك شيء) أخفى وألطف منك (اقض عني الدين) أي: سَهِّل عليَّ قضاءَ الدين وأداءَه لصاحبه وتَوْفِيَتَه له.

قال النووي: يحتمل أن المراد بالدين هنا: حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع؛ أي: اجعلني ممن يقوم بأدائه؛ لئلا نؤاخذ بها عندك يوم القيامة (وأغنني) أي: أخرجني (من الفقر) المذل بفضل غناك؛ أي: أخرجني من الفقر بغنى فضلك.

قال الخطابي: الفقر الذي استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فقر النفس.

ويحتمل أنه فقر المال؛ والمراد: فتنة فقر المال؛ وهي قلة احتماله وعدم الرضا به، ولذا قال: فتنة الفقر، ولم يقل: الفقر.

وأما الاستعاذة منه خوف انحطاط القدر .. فمذموم، وجاءت أحاديث بتفضيل

<<  <  ج: ص:  >  >>