أي: بك أستعين على وضع جنبي على الأرض (وبك أرفعه) أي: وبك أستعين على رفعه من الأرض.
قال القرطبي: فاللام يحتمل أن يكون معناه: لك تقربت بذلك؛ فإن نومه إنما كان ليستجم به، ويَسْتَعِدَّ لما عليه من الوظائف، ولأنه كان يوحى إليه في نومه، ولأنه كان يقتدى به، فصار نومه عبادة، وأما يقظته .. فلا تخفى أنها كانت كلها عبادة، ويحتمل بأن يكون معناه: لك وضعت جنبي؛ لتحفظه، ولك رفعته؛ لترحمه. انتهى من "المفهم".
قال السندي: قوله: "داخلة إزاره" أي: الطرف الذي يربط ويعقد على حقوه ويكون عليه.
قوله:"ما خلفه" أي: ما جاء عقب قيامه من النوم على الفراش؛ إذ عادتهم كانت ترك الفراش في محله في النهار، أو إذا قام وسط الليل، ثم رجع إلى فراشه، قال في "النهاية" لعل هامة دبت على الفراش فصارت فيه بعده. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند النوم، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول عند النوم.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به للحديث الأول.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال: