للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَرْفَعُهُ؛ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي .. فَارْحَمْهَا، وَإنْ أَرْسَلْتَهَا .. فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ".

===

وبمعونتك (أرفعه) أي: أرفع جنبي عن فراشي عند التيقظ (فإن أمسكت) وقبضت (نفسي) أي: روحي في حالة نومي .. (فارحمها) أي: فارحم نفسي عند قبضها (وإن أرسلتها) ولم تقبضها حالة النوم .. (فاحفظها) من كل المضار والضلال (بما) أي: باسم (حفظت به) أي: بذلك الاسم (عبادك الصالحين) بالتوفيق لأقوم الطريق.

قال القرطبي: هذا الحديث يتضمن الإرشاد إلى مصلحتين:

إحداهما: معلومة ظاهرة؛ وهي: أن الإنسان إذا قام عن فراشه .. لا يدري ما دب عليه بعده من الحيوانات ذوات السموم، فينبغي له إذا أراد أن ينام علي .. أن يتفقده ويبحثه ويمسحه؛ لإمكان أن يكون فيه شيء يخفى من رطوبة أو غيرها، فهذه مصلحة ظاهرة.

وأما اختصاص هذا النفض بداخلة الإزار .. فمصلحة لم تظهر لنا، بل إنما ظهرت للنبي صلى الله عليه وسلم بنور النبوة، وإنما علينا نحن الامتثال، ويقع لي أن النبي صلى الله عليه وسلم علم فيه خاصية طبية تنفع من ضرر بعض الحيوانات؛ كما قد أمر بذلك في حق العائن؛ كما مر، والله تعالى أعلم.

ويدل على ذلك ما رواه الترمذي في هذا الحديث من قوله: "فليأخذ نصفة إزاره، فلينفض بها فراشه ثلاثًا" فحذا بها حذو تكرار الرقى. انتهى من "المفهم".

ويحتمل أن يكون ذكر داخلة الإزار اتفاقيًا؛ والمقصود منه: ما تيسر من الثوب الذي لا يضر توسخه، والله أعلم.

وفي رواية: (لك وضعت جنبي) واللام عليها بمعنى الباء، والباء للاستعانة؛

<<  <  ج: ص:  >  >>