ومما جاء منصوصًا عليه وسمي دعاء وإن لَمْ يكن فيه دعاء ولا طلب .. ما أخرجه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلَّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لن يدعو بها مسلم في شيء .. إلَّا استجيب له". رواه النسائي في "الكبرى"(١٠٤٩) انتهى من "المفهم" باختصار.
(قال وكيع) في روايته (مرةً: "لا إله إلَّا الله" فيها) أي: في هذه الكلمات الثلاث (كلها) أي: بدأ كلًّا من الكلمات الثلاث بكلمة التوحيد في مرّة من مرات روايته لهذا الحديث، قال النووي: هذا حديث جليل ينبغي الاعتناء والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:(تعرج الملائكة والروح إليه)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب دعاء الكرب، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء فيما يقول عند الكرب، وأخرجه النسائي.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.