للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيم، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ

===

(سبحان الله رب العرش العظيم) قال الداوودي - في رواية أبي داوود: "لا إله إلَّا الله الحليم الكريم، رب العرش العظيم" -: برفع (العظيم) على أنه نعت للرب تعالى، ورواه الجمهور بالجر؛ على كونه صفة للعرش، وكذا اختلفت القراءات في قوله تعالى: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (١)، قال الطيبي: صدر هذا الثناء بذكر الرب؛ ليناسب كشف الكرب؛ لأنه مقتضى التربية والحلم الذي يدلُّ على العلم؛ إذ الجاهل لا يتصور منه حلم ولا كرم، وهما أصل الأوصاف الاكرامية.

(سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم) على اختلاف الروايات في رفع (الكريم) وجره.

وزاد البخاري في "الأدب المفرد" بعد هذا: (اللهم؛ اصرف عني شره) والمعنى: لا يطلب كشف الكرب إلَّا منه تعالى؛ لأنه لا يكشف الكرب العظيم إلَّا الرب العظيم. انتهى "مرقاة قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء، ويسمونه دعاء الكرب.

فإن قيل: كيف يسمى هذا دعاء، وليس فيه من معنى الدعاء شيء، وإنما هو تعظيم الله تعالى وثناء عليه؟ فالجواب: أن هذا سمي دعاء؛ لوجهين:

أحدهما: أن هذا الذكر يَسْتفتِحُ به الدعاء، ثم يَدْعُو بعده بما شاء، وقد ورد في بعض طرقه: (ثم يدعو).

وثانيهما: أن ابن عيينة قال - وقد سئل عن هذا -: أما علمت أن الله تعالى يقول: "إذا شغل عبدي ثنائي عن مسالتي .. أعطيته أفضل ما أُعْطِي السائلين". رواه الترمذي (٢٩٢٦).


(١) سورة التوبة: (١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>