للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَب، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْر، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُوم،

===

أعوذ بك من وعثاء السفر) أي: شدته ومشقته.

والوعثاء - بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد -: الشدة والمشقة والتعب، وأصله من الوعث؛ وهو الرمل، والمشي فيه يشتد على صاحبه ويشق، ويقال: رمل أوعث، ورملة وعثاء.

(و) من (كآبة) أي: ومن سوء (المنقلب) والرجوع إلى الأهل والأولاد لآفة أصابتهم بعد سفره؛ والكآبة - بفتح الكاف وبالمد -: وهو تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن، يقال: كئب كآبة واكتأب فهو مكتئب وكئيب.

والمعنى: أنه يرجع من سفره بأمر يحزنه؛ إما أصابه في سفره، وإما قدم عليه؛ مثل أن يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضي، أو قد فقد بعضهم، كذا في "النهاية".

والمنقلب - بفتح اللام - المرجع. انتهى من "تحفة الأحوذي".

(و) من (الحور) أي: من النقصان (بعد الكور) أي: بعد الزيادة، وقيل: من فساد الأمور بعد صلاحها، وأصل الحور: نقض العمامة بعد لفها، وأصل الكور: من تكوير العمامة؛ وهو لفها وجمعها.

(و) من (دعوة المظلوم) أي: أعوذ به من الظلم؛ فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بَيْنَهَا وبين اللهِ حجاب، ففيه التحذير من الظلم ومن التعرض لأسبابه.

قال الطيبي: فإن قلت: (دعوة المظلوم) يحترز عنها، سواء كانت في الحضر أو السفر .. قلت: كذلك الحور بعد الكور، لكن السفر مظنة البلايا

<<  <  ج: ص:  >  >>