قوله:"الرؤيا" مقصورة مهموزة، وهو مصدر رأى في المنام رؤيا على وزن فعلى، وألفه للتأنيث، ولذلك لَمْ ينصرف.
والرؤية مصدر رأى بعينه في اليقظة رؤيةً، هذا المعروف من لسان العرب، وقال في "الكشاف": الرؤيا بمعنى الرؤية إلَّا أنَّها مختصة بما كان في المنام دون اليقظة، فلا جرم فرق بينهما بألف التأنيث فيها، مكان تاء التأنيث للفرق. انتهى.
وقال بعض العلماء: الرؤيا قد تجيء بمعنى الرؤية، وحمل عليه قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}(١).
وقال: إنما يعني بها رؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الإسراء؛ لما رآه من عجائب السماوات والملكوت، وكان الإسراء من أوله إلى آخره في اليقظة. انتهى.
وقال المازري رحمه الله تعالى: مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا: أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات؛ كما يخلقها في قلب اليقظان، فكأنه جعلها علمًا على أمور يخلقها في ثاني الحال؛ كالغيم على المطر، أو كان قد خلقها والجميع خلق الله تعالى، ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علمًا على ما يَسُرُّ بغير حضرة الشيطان، ويخلق ما هو علم على ما يَضُرُّ بحضرة الشيطان فينسب إلى الشيطان مجازًا؛ لحضوره عندها، وإن كان لا فعل له حقيقةً، وهذا معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان"، لا على أن الشيطان يفعل شيئًا. انتهى.
أي: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الرؤيا الحسنة) أي: الصالحة