للطبراني:(جزء من ستة وسبعين جزءًا)، ولكن سندها ضعيف، وفي رواية عن أنس:(جزء من ستة وعشرين جزءًا) أخرجها ابن عبد البر، وفي رواية عن العباس بن عبد المطلب:(جزء من خمسين جزءًا من النبوة) رواها أحمد، وفي رواية (جزء من أربعين جزءًا) رواها الترمذي والطبراني من حديث أبي رزين العقيلي، وأخرج الطبري أيضًا عن ابن عباس:(جزء من أربعين جزءًا)، وأخرج أيضًا عن عبادة:(جزء من أربعة وأربعين جزءًا)، وأخرج أحمد أيضًا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:(جزء من تسعة وأربعين جزءًا من النبوة).
وذكر القرطبي في "المفهم" بلفظ: (سبعة وأربعين جزءًا)، فتحصل مما ذكرناه عشر روايات، وهناك روايات أخر لم نذكرها هنا غير ذلك.
قال النووي: قال القاضي عياض: أشار الطبري إلى وجه الجمع بينها بأن الاختلاف راجع إلى الرائي، فالمؤمن الصالح تكون رؤياه (جزءًا من ستة وأربعين جزءًا من النبوة)، والفاسق (جزءًا من سبعين جزءًا).
وقيل: المراد: أن الخفي منها (جزء من سبعين جزءًا) والجلي (جزء من ستة وأربعين جزءًا). انتهى.
وفي "المرقاة": إنما قصر الأجزاء على (ستة وأربعين جزءًا) لأن زمان الوحي كان ثلاثًا وعشرين، وكان أول ما بدئ به من الوحي (الرؤيا الصالحة) وذلك في (ستة أشهر) من سني الوحي، ونسبة ذلك إلى سائرها نسبة (جزء) إلى (ستة وأربعين جزءًا ... ) إلى آخره.
وفي "المرقاة" أيضًا: وقيل: المراد من هذا العدد المخصوص: الخصال الحميدة؛ أي: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون خصلةً، والرؤيا الصالحة جزء منها.