والمعنى: لا يتشبه بصورتي، وفي رواية:(لا يستطيع أن يتمثل بي).
قال الحافظ: فيه إشارة إلى أن الله تعالى وإن أمكنه - أي: الشيطان - من التصور في أي صورة أراد، فإنه لا يُمَكِّنُه من التصور في صورة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب إلى هذا جماعة، فقالوا في الحديث: إن محل ذلك: إذا رآه الرائي على صورته التي كان عليها، ومنهم من ضيق الغرض في ذلك حتى قال: لا بد أن يراه على صورته التي قبض عليها حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لا تبلغ عشرين شعرة.
قال الحافظ: والصواب التعميم في جميع حالاته بشرط أن تكون صورته الحقيقية في وقت ما، سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهوليته أو آخر عمره، وقد يكون لما خالفَ ذلك تعبير يتعلق بالرائي، كذا في "الفتح". انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الرؤيا، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام .. فقد رآني".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٥٧) - ٣٨٤٤ - (٢)(حدثنا أبو مروان العثماني) محمد بن عثمان بن خالد الأموي المدني نزيل مكة، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (٢٤١ هـ). يروي عنه:(س ق).