للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: فَبُشْرَى مِنَ الله، وَحَدِيثُ النَّفْس، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ .. فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ .. فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي".

===

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا) أي: الأمور التي ترى في حالة النوم بالنظر إلى ما يعرض لصاحبها من الفرح والحزن (ثلاث) لا رابع لها.

والفاء في قوله: (فبشرى من الله) تعالى .. فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر؛ تقديره: إذا عرفت أن الرؤيا ثلاث، وأردت بيان تفصيلها .. (فـ) أقول لك: إحداها: (بشرى) وسرور وفرح (من الله) تعالى؛ أي: إشارة إلى بشارة من الله تعالى للرائي أو للمرئي له.

(و) ثانيها: (حديث النفس) أي: رؤيا مما يحدث به المرء نفسه، قال العزيزي: وهو ما كان في اليقظةِ من مُهِمٍّ، فيرى ما يتعلَّقُ به في النوم.

(و) ثالثها: رؤيا (تخويف من الشيطان) بأن يرى ما يحزنه (فإذا رأى أحدكم) في المنام (رؤيا تعجبه) وتسره .. (فليقصها) أي: فَلْيُخْبِرْ تلك الرؤيا لِمَنْ يحبه (إن شاء) قصها للغير (وإن رأى) أحدكم في المنام (شيئًا يكرهه) ويخوفه .. (فلا يقصه) أي: لا يُخْبِرْهُ (على أحدٍ) ولا يُطْلِعْه عليه (وليقم) من نومه حالة كونه (يصلي) ويستعيذ بالله من الشيطان وشره، وليتفل ثلاثًا على يساره ويتحول عن جنبه الذي كان أولًا إلى جنبه الآخر.

وفي رواية: أبي داوود: (فإنها لا تضره) أي: فإن تلك الرؤيا المكروهة لا تضره، قال النووي: معناه: أنه تعالى جعل فعله من التعوذ والتفل وغيره سببًا لسلامته من المكروهِ وما يترتَّبُ عليها؛ كما جعل الصدقة وقاية للمال ودفعًا للبلاء. انتهى من "العون".

قوله: "إذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه .. فليقص إن شاء" لمن يحبه؛ لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>