(إني رأيت) في المنام (رأسي ضرب) بنحو السيف - بالبناء للمفعول - أي: رأيته مضروبًا (فرأيته) أي: فرأيت رأسي (يتدهده) هو من مزيد الرباعي بحرف؛ من باب تدحرج؛ أي: يتدحرج ويضطرب على الأرض (فقال) له (رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمد الشيطان) ويقصد (إلى) أن يتلاعب بـ (أحدكم) بالرؤيا المزعجة المخوفة (فيتهول) أي: يتخوف ويفزع ذلك الأحد (له) أي: للشيطان؛ أي: لرؤيا الشيطان المفزعة (ثم يغدو) ذلك الأحد؛ أي: يخرج غدوةً وصباحًا من بيته إلى النادي حالة كونه (يخبر الناس) بتلك الرؤيا المزعجة الخبيثة.
وقوله:"يخبر الناس" مضارع من الإخبار، قاله بقصد الإنكار على الرجل الإخبارَ للناس بمثل تلك الرؤيا، وأنه لا ينبغي له الإخبار بها، إنما ينبغي له السكوت والإعراض عنها؛ كما قال في الحديث الآخر المتفق عليه؛ أعني: حديث أبي قتادة الأنصاري: (والحلم من الشيطان) أي: تخويف وإزعاج منه (فإذا حلم أحدكم حلمًا) أي: رؤيا مزعجة (يكرهه) أي: يزعجه ويحزنه .. (فلينفث عن يساره ثلاثًا، وليتعوذ بالله من شرها) ولا يحدث بها أحدًا (فإنها لا تضره).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله رواه الشيخان، أخرجه مسلم في كتاب الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال: