للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْن، وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ".

===

نصر، حُلُمًا - بضمتين - وحُلْمًا - بضم الحاء وسكون اللام - رآه في النوم.

والحلم - بكسر الحاء وسكون اللام -: الأناة، وتحلم؛ إذا تكلف الحلم؛ أي: من ادعى رؤيته شيئًا في المنام كاذبًا .. (كلف) أي: أجبر يوم القيامة (أن يعقد) ويربط (بين شعيرتين) تثنية شعيرة وهي حبة الشعير (ويعذَّب على) تحصيل (ذلك) العَقْد، وهو لا يُمكن أن يُحصِّلَه؛ أي: يعذَّب على تحصيلِ ذلك العَقْدِ عذابًا دائمًا.

قال السندي: قوله: "من تحلم" أي: تكلف؛ أي: أتى فيه بشيء لم يره؛ أي: فكما أنه نظم غير المنظوم، وعقد بين الكلمات غير المرتبطة .. كذلك يكلف بالعقد والربط بين الأشياء التي لا يمكن العقد بينها؛ ليكون العقاب من جنس المعصية، ثم إنه معلوم أنه لا يعقد بينهما أصلًا. انتهى منه.

وفي رواية الترمذي زيادة: (كلف يوم القيامة على أن يعقد بين شعيرتين، ولن يقدر أن يفعل ذلك العقد) وذلك: لأن إيصال إحداهما بالأخرى غير ممكن عادة، وهو كناية عن استمرار التعذيب، ولا دلالة فيه على جواز التكليف بما لا يطاق؛ لأنه ليس في دار التكليف.

وعند أحمد من رواية عباد بن عباد عن أيوب: (عذب حتى يعقد بين شعيرتين، وليس عاقدًا).

وعنده من رواية همام عن قتادة: (من تحلم كاذبًا .. دفع إليه شعيرة، وعذب حتى يعقد بين طرفيها، وليس بعاقد).

وفي اختصاص الشعير بذلك دون غيره؛ لما في المنام من الشعور بما دل عليه، فحصلت المناسبة بينهما من جهة الاشتقاق.

وإنما اشتد الوعيد في ذلك مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة

<<  <  ج: ص:  >  >>