رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس:(من أي ذلك تعجبون) أي: من ذلك الحديث الذي هو منام طلحة؟ (فقالوا) في جواب استفهام الرسول صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله؛ هذا) الذي تأخر دخوله الجنة (كان أشد الرجلين) وأقواهم (اجتهادًا) واهتمامًا بالعبادة (ثم) بعد اجتهاده واهتمامه بالعبادة (استشهد) أي: قتل شهيدًا، وقتله شهيدًا مزية أخرى (و) مع كونه مجتهدًا شهيدًا (دخل هذا الآخر) الذي ليس له اجتهاد ولا شهادة (الجنة قبله).
(ودخل هذا الآخر) الذي يقصر في العبادة (الجنة قبله) أي: قبل هذا المجتهد المستشهد.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لهؤلاء المتعجبين من هذا الحديث: (أليس) الشأن (قد مكث هذا) المتأخر (بعده) أي: بعد المجد المجتهد (سنةً) كاملة؟ (قالوا) أي: الناس السائلون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى) مكث بعده سنة، فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأدرك) شهر (رمضان فصامه وصلى) في تلك السنة صلاة (كذا) أي: الفرائض الخمس (وكذا) أي: رواتب الفرائض (من سجدة) أي من فريضة ونافلة (في) تلك (السنة) كلها؟
(قالوا) أي: قال السائلون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى) أدرك شهر رمضان وصام صيامه، وصلى فريضة الوقت وراتبته في جميع تلك السنة؛