فـ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) للمتعجبين من ذلك: خلوا التعجب من دخوله قبل المجتهد الشهيد (فما بينهما) أي: لأن ما بين الرجلين من الدرجات (أبعد) مسافةً (مما بين السماء والأرض) لو كان جسمًا، فدرجة المتأخر وفاته كالسماء في العلو، ودرجة المتقدم وفاته كالأرض، لأن المتأخر ازداد خيرًا بتأخره في الدنيا، ففاز درجة عالية في الجنة باكتسابه الأعمال الصالحة في تلك السنة التي تأخر فيها في الدنيا، والله أعلم.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد أخرجها الشيخان وغيرهما؛ البخاري في كتاب مواقيت الصلوات، باب الصلوات الخمس كفارة لما بينهما، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب المشي إلى الصلاة تمحى بها الخطايا وترفع بها الدرجات.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثامنًا لحديث ابن عباس بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٨٢) - ٣٨٦٩ - (٩)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).