للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْرَهُ الْغُلَّ وَأُحِبُّ الْقَيْدَ؛ الْقَيْدُ ثَبَات فِي الدِّينِ".

===

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكره الغل) - بضم الغين المعجمة وتشديد اللام - وهو الطوق الذي يجعل في العنق؛ أي: أكره رؤياه في المنام؛ بأن يرى نفسه مغلولًا؛ أي: مربوطًا يداه إلى العنق في النوم؛ لأنه إشارة إلى تحمل دين أو مظالم أو كونه محكومًا عليه، كذا في "المناوي".

وقال النووي: إنما كرهه؛ لأن موضعه العنق، وهو صفة أهل النار، قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} (١).

(وأحب القيد) لأن (القيد: ثبات في الدين) قوله: "وأحب القيد" الذي يراه الإنسان في رجليه في المنام؛ لأن القيد في الرجلين يثبت الإنسان في مكانه؛ فإذا رآه مَنْ هو علَى حالة وعمل ما قيّد على رجليه .. كان ذلك دليلًا على ثباته على تلك الحالة، فإذا رآه من هو من أهل الدين والعلم .. كان ثباتًا على تلك الحال، ولو رأى المريض قيدًا في رجليه .. لكان ذلك دليلًا على دوام مرضه. انتهى من "المفهم".

وقال النووي: قال العلماء: إنما أحب القيد؛ لأنه في الرجلين؛ وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل. انتهى.

قال القرطبي: هذا الحديث وإن اختلف في رفعه ووقفه .. فإن معناه صحيح؛ لأن القيد في الرجلين تثبيت للمقيد في مكانه، فإذا رآه من هو على حالة .. كان ذلك ثبوتًا له على تلك الحالة.

وأما كراهة الغل .. فلأن محله الأعناق؛ نكالًا وعقوبة وقهرًا وإذلالًا، وقد


(١) سورة يس: (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>