أي: إن أشد الأيام وأكثرها حرمةً وتعظيمًا عند الله (يومكم هذا) أي: يوم عرفة الذي كنتم فيه الآن، ألا (وإن أحرم الشهور) أي: أشدها حرمةً عند الله تعالى وأعظمها تعظيمًا عنده (شهركم هذا) الذي كنتم فيه الآن؛ يعني: شهر ذي الحجة (ألا وإن أحرم البلد) أي: أشدها حرمةً عند الله تعالى (بلدكم هذا) الذي اجتمعتم فيه الآن؛ يعني: مكة.
(ألا) أي: انتبهوا من غفلتكم واستمعوا ما أقول لكم (وإن دماءكم) أيها المؤمنون؛ أي: وإن إراقة بعضكم ظلمًا دماء بعض آخر قتلًا أو جرحًا (و) إن (أموالكم) أي: وإن أخذ بعضكم ظلمًا أموال بعض آخر (عليكم حرام؛ كحرمة يومكم هذا) يعني: يوم عرفة (في شهركم هذا) يعني: ذا الحجة (في بلدكم هذا) يعني: مكة (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم، واشهدوا لي تبليغي إليكم أوامر الله ونواهيه (هل بلغت) إليكم جميع ما ذكر؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم جميعًا: (نعم) بلغت إلينا يا رسول الله، جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته.
ثم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم؛ اشهد) لي عليهم شهادتهم لي بالتبليغ إليهم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وله شاهد من حديث عمرو بن الأحوص رواه الترمذي في "الجامع" وصححه.