الأخوة وفاعله من أهل الكفر؛ لأنهم هم الذين يقصدون قتال المسلمين، وتأويله بحمله على القتال مُستحِلًّا يؤدي إلى عدم صحة المقابلة؛ لكون السباب مستحلًّا كفرًا أيضًا، فليتأمل. انتهى "سندي".
قوله:"سباب المسلم" أي: سب المسلم وشتمه؛ مثل: يا خائن، يا حمار، يا ثور، يا كلب، يا كبش، يا بطة "فسوق"؛ أي: خروج عن الملة إن استحله، وخروج عن حيز الاستقامة والعدل إلى حيز الجهالة والظلم إن لم يستحل.
أي: فلا إيمان للساب إن استحله، وإلا .. فلا، فيستحق التأديب بما يراه الإمام؛ كما قاله الإمام مالك.
وقال الأبي: السباب مصدر سابَّ؛ من باب فاعل الرباعي، يقال: سابه سبابًا ومسابة؛ كقاتله يقاتله قتالًا ومقاتلة.
ثم يحتمل: أنه بمعنى سب الثلاثي، والمفاعلة ليست على بابها، والإضافة حينئذ تصح أن تكون للفاعل؛ أي: سب المسلمِ المسلمَ، وأن تكون للمفعول؛ أي: سب الرجل المسلم.
ويحتمل: أنه على بابه من المفاعلة؛ أي: تشاتمهما فسق وخروج عن العدل إلى الظلم، فيعارض حينئذٍ حديث:"المتسابان ما قالا .. فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم" لأنه نص في أن إثم تشاتمهما إنما هو على البادئ فقط؟
ويجاب: بأن حديث الباب للمعنيين السابقين، فيرد لذلك النص، وإنما كان على البادئ؛ لأنه المُتَسبب، والآخر إنما هو مكافئ، ولهذا قال:"ما لم يعتد المظلوم" فيخرج حينئذٍ عن حد المكافأة، وإثم المظلوم إنما هو تقديري، فلا إثم عليه إن لم يتعد.