للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا صَلَاةً فَأَطَالَ فِيهَا؛ فَلَمَّا انْصَرَفَ .. قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَطَلْتَ الْيَوْمَ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: "إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ؛ سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَرَدَّ عَلَيَّ وَاحِدَةً؛ سَأَلْتُهُ أَلَّا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا،

===

(عن معاذ بن جبل) بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي الصحابي المشهور من أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنه، شهد بدرًا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة ثماني عشرة (١٨ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) معاذ: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام (صلاة) من النوافل أحسن فيها الركوع والسجود والقيام (فأطال) القراءة (فيها) أي: في تلك الصلاة (فلما انصرف) وفرغ منها .. (قلنا) معاشر الحاضرين (أو قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم، والشك من الراوي: (يا رسول الله؛ أطلت اليوم الصلاة) على غير عادتك فلِمَ طولتها؟ فـ (قال) لنا في جواب سؤالنا: (إني) إنما طولتها هذا التطويل البالغ النهاية لأني (صليت) أي: لأني صليت (صلاة رغبة) أي: صلاة دعوت فيها راغبًا في إجابة دعوتي (و) صليت صلاة (رهبة) أي: صلاةً راهبًا فيها من رد دعوتي علي؛ إني (سألت الله عز وجل) فيها (لأمتي ثلاثًا) من الخصال (فأعطاني) أي: أجابني (اثنتين) أي: دعوتين منها (ورد علي واحدة) من تلك الخصال الثلاثة.

(سألته ألا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم) أي: من فرق الكفرة؛ والمراد: ألا يسلط عليهم بحيث يستأصلهم (فأعطانيها) أي: فأجابني عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>