للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهَا قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ،

===

خلافة عمر رضي الله تعالى عنه. يروي عنها: (ع).

وهذا السند من ثمانياته، ومن لطائفه: أنه اجتمع فيه أربع صحابيات يروي بعضُهن عن بعض، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أنها) أي: أن زينب بنت جحش (قالت: استيقظ) أي: انتبه (رسول الله صلى الله عليه وسلم) يومًا (من نومه وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (محمر وجهه) أي: متغير لونه إلى حمرةٍ؛ لفزعه في منامه (وهو) أي: والحال أنه (يقول) بلسانه: (لا إله إلا الله، ويل للعرب) أي: هلاك لهم (من شر قد اقترب) أي: قرب وقوعه عليهم، هذا الكلام ظاهر في أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به عن شر وفتنة اقترب إصابتها للعرب ولم يبين صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك، ولا عيَّن تلك الفتنةَ.

وقد اختلف شراح هذا الحديث في تعيينها: فمنهم: من ذهب إلى أنه إشارة إلى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه حيث تتابعت بعد ذلك الفتن.

وقال القرطبي: هذا تنبيه على الاختلاف والفتن والهرج الواقع في العرب، وأول ذلك قتل عثمان رضي الله تعالى عنه وما جرى بعده بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما، ولذلك أخبر عنه بالقرب، ثم لم يزل كذلك إلى أن صارت العرب بين الأمم كالقصعة الواقعة بين الأكلة؛ كما قال في الحديث الآخر: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم؛ كما تتداعى الأكلة على قصعتها" رواه أحمد وأبو داوود عن ثوبان.

قال ذلك مخاطبًا للعرب؛ كما خاطبهم بقوله أيضًا: "إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر" كما سيأتي. انتهى من "المفهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>