للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ زَيْنَبُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ ! قَالَ: "إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ".

===

ويلهمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون، وهو كما فارقوه، فيفتحونه)، وهذا متجه، والله أعلم. انتهى من "الكوكب".

(قالت زينب) بنت جحش رضي الله تعالى عنها: (قلت: يا رسول الله؛ أنهلك وفينا الصالحون؟ ! ) - بفتح النون وكسر اللام - على البناء للفاعل، وكأن زينب رضي الله تعالى عنها فهمت من فتح القدر المذكور من الردم أن الأمر إن تمادى على ذلك .. اتسع الخرق؛ بحيث يخرجون، فكان عندها علم بأن في خروجهم على الناس إهلاكًا عامًا لهم، فسألت عن ذلك، فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، تهلكون (إذا كثر الخبث) - بفتحتين وبالخاء المعجمة وبالموحدة - وفسروه بالزنا وبأولاد الزنا، وبالفسوق وبالفجور؛ وهو أولى؛ لأنه قابله بالصلاح.

قال ابن العربي: فيه الدلالة على أن الخيِّرَ يهلك بهلاك الشرير إذا لم يغير عليه خبثه، وكذلك إذا غير عليه، لكن حيث لا يجدي ذلك، ويصر الشرير على عمله السيئ، ويفشو ذلك ويكثر حتى يعم الفساد، فيهلك حينئذ القليل والكثير.

نعم؛ يحشر كل أحد على نيته. انتهى "فتح الباري" (١٠٩/ ١٣).

وهو في معنى قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (١). انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع؛ منها: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، ومنها: كتاب الفتن، باب ويل للعرب من شر قد اقترب، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب


(١) سورة الأنفال: (٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>