ويحتمل أن يكون محمولًا على المجاز، فيكون كناية عن ظهور علامات الفتن.
ويحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام ذلك السد بعينه، ورأى أنه قد انكسر بمقدار حلقةٍ، وكان تعبير تلك الرؤيا أن العرب تصيبهم مصيبة.
ويشكل على الاحتمال الأول ما رواه الترمذي في تفسير سورة الكهف رقم (٣١٥٣) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد، قال:"يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه .. قال الذي عليهم: ارجعوا، فستخرقونه غدًا، فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس .. قال الذي عليهم: ارجعوا، فستخرقونه غدًا إن شاء الله تعالى، واستثنى، قال: فيرجعون، فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، فيخرجون على الناس ... " الحديث، وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، ولا يزالون يفعلون ذلك، إلى حين خروجهم بقرب القيامة.
ويمكن الجواب عنه: بأن هذه الرواية وإن حسنها الترمذي، ولكنه قال: حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(٣/ ١٠٥): وإسناده جيد قوي، ولكن متنه في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه؛ لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار: (أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه - اللحس باللسان، يقال: لحسه، من باب فهم، لحسةً بفتح اللام وضمها. انتهى "مختار" - ويقولون: غدًا نفتحه،