للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

لا أصل له في الروايات الصحيحة، وإنما هو منقول من بعض أهل الكتاب، فمن همزهما .. جعلهما من أجيج النار؛ وهو ضوءها وحرارتها، وقيل: من الأجاج؛ وهو الماء الشديد الملوحة، وسموا بذلك؛ لكثرتهم وشدتهم، وقيل: هما اسمان أعجميان غير مشتقين.

أما كثرتهم .. فقد ذكر القزويني في كتابه المسمى بـ"عيون المعاني" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأجوج أمة لها أربع مئة أمير، لا يموت أحدهم حتى ينظر ألف فارس من ولده، وكذلك مأجوج، وإذا خرجوا .. فمقدمتهم بالشام، وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية، ويأكلون كل فيل وخنزير، ومن مات منهم .. أكلوه".

وأما شدتهم .. فصنف منهم كالأَرْز، طولُ أحدهم مئة وعشرون ذراعًا، وصنف منهم في طول شبر، لهم مخالب وأنياب كأنياب السباع، ولهم تَداعِي الحَمَام، وتسافُدُ البهائم، وعُواءُ الذئاب، وشعورٌ تَقِيهم الحرَّ والبرد، وآذان عظام؛ أحدهما وبرة يُشَتُّونَ فيها، وأخرى جلدةٌ يُصيِّفُون فيها، فيمنعهم الله تعالى من دخول مكة والمدينة وبيت المقدس، يحفرون السد حتى كادوا ينقبونه، فيعيده الله تعالى كما كان، حتى يقولوا ننقبه غدًا إن سْاء الله تعالى، فينقبون فيخرجون، ويتحصن الناس منهم بالحصون، فيرمون السهام إلى السماء، فتُرَدُّ إليهم مُلطَّخة بالدماء، حتى يهلكهم اللهُ بالنَّغَفِ في رقابهم؛ وهو الدود، قاله علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. انتهى من "المفهم"، والله أعلم.

ويحتمل أن يكون قوله: "فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ... " إلى آخره .. محمولًا على الحقيقة؛ على أن سد ذي القرنين كان سالمًا إلى ذلك اليوم، فحدثت فيه ثلمة يومئذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>