الباب؛ لـ (أني حدثته حديثًا) صحيحًا (ليس بالأغاليط) والأكاذيب، ومثل هذا الحديث لا يخفى.
قال ابن بطال: قوله: (ذلك أجدر ألا يغلق أبدًا) إنما قال ذلك؛ لأن العادة أن الغلق إنما يمكن في الصحيح، أما إذا انكسر .. فلا يتصور غلقه حتى يجبر ويصلح، وقال الحافظ في "الفتح"(٦/ ٦٠٦): وقد وافق حذيفة أبو ذر على رواية معنى هذه المقالة فيما روى الطبراني بإسناد رجاله ثقات: (أنه لقي عمر، فأخذ بيده فغمزها، فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة ... ) الحديث، وفيه: أن أبا ذر قال: (لا تصيبكم فتنة ما دام فيكم، وأشار إلى عمر).
وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر:(يا غلق الفتنة، فسأله عن ذلك، فقال: مررت ونحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا غلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش). انتهى.
قال شقيق بن سلمة:(فهبنا) نحن معاشر الحاضرين عند حذيفة؛ أي: خفنا خوف إجلال واستحياء (أن نسأله) أي: أن نسأل حذيفة (من) هو ذلك (الباب) الذي بينهم وبين الفتنة.
قال شقيق:(فقلنا لمسروق) بن الأجدع: (سله) أي: اسأل حذيفة من هو ذلك الباب الذي كان بينهم وبين الفتنة (فسأله) أي: فسأل مسروق من هو ذلك الباب الذي كان بينهم وبين الفتنة؟ (فقال) حذيفة في جوابه: ذلك الباب هو (عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع منها في كتاب