للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيط، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ، فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: عُمَرُ.

===

الباب؛ لـ (أني حدثته حديثًا) صحيحًا (ليس بالأغاليط) والأكاذيب، ومثل هذا الحديث لا يخفى.

قال ابن بطال: قوله: (ذلك أجدر ألا يغلق أبدًا) إنما قال ذلك؛ لأن العادة أن الغلق إنما يمكن في الصحيح، أما إذا انكسر .. فلا يتصور غلقه حتى يجبر ويصلح، وقال الحافظ في "الفتح" (٦/ ٦٠٦): وقد وافق حذيفة أبو ذر على رواية معنى هذه المقالة فيما روى الطبراني بإسناد رجاله ثقات: (أنه لقي عمر، فأخذ بيده فغمزها، فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة ... ) الحديث، وفيه: أن أبا ذر قال: (لا تصيبكم فتنة ما دام فيكم، وأشار إلى عمر).

وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر: (يا غلق الفتنة، فسأله عن ذلك، فقال: مررت ونحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا غلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش). انتهى.

قال شقيق بن سلمة: (فهبنا) نحن معاشر الحاضرين عند حذيفة؛ أي: خفنا خوف إجلال واستحياء (أن نسأله) أي: أن نسأل حذيفة (من) هو ذلك (الباب) الذي بينهم وبين الفتنة.

قال شقيق: (فقلنا لمسروق) بن الأجدع: (سله) أي: اسأل حذيفة من هو ذلك الباب الذي كان بينهم وبين الفتنة (فسأله) أي: فسأل مسروق من هو ذلك الباب الذي كان بينهم وبين الفتنة؟ (فقال) حذيفة في جوابه: ذلك الباب هو (عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع منها في كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>