وتواليها وتدافعها، كنى بذلك عن شدة المخاصمة وكثرة المنازعة، وما ينشأ من ذلك من المشاتمة والمضاربة والمقاتلة والمسايفة.
(فقال) حذيفة لعمر: (ما لك ولها) أي: ولتلك الفتنة العامة المنتشرة علاقة (يا أمير المؤمنين؟ ) أي: ما بينك وبينها علاقة؛ لأنها لا تظهر في حياتك؛ أي: ليس لها علاقة بك ولا لك بها علاقة (إن بينك) يا عمر (وبينها) أي: وبين تلك الفتنة التي تموج كموج البحر (بابًا مغلقًا) أي: بابًا مقفلًا؛ لأنها لا تظهر في حياتك؛ أي: بابًا سد بالغلق؛ يعني: أن بينها وبين حياتك بابًا مغلقًا، فلا تقع وأنت حي، وكان حذيفة يعلم أن عمر هو الباب نفسه، ولكن لم يصرح بذلك تأدبًا معه، ولكن فهم عمر ذلك؛ أي: كونه نفس ذلك الباب.
(قال) عمر لحذيفة: أ (فيكسر) ذلك (الباب) الذي بيني وبينها (أو يفتح) بالمفتاح؟ (قال) حذيفة: قلت لعمر: (لا) يفتح الباب (بل يكسر) وكأنه كنى بالكسر عن قتل عمر، وبالفتح عن موته الطبيعي (قال) عمر: (ذاك) الكسر (أجدر) وأحق وأولى وأقرب إلى (ألا يغلق) ذلك الباب بعد ذلك الكسر (أبدًا) كما هو مصرح به في رواية مسلم.
قال شقيق بن سلمة:(قلنا) معاشر الحاضرين عند حذيفة (لحذيفة) عندما روى هذا الحديث: (أكان عمر يعلم من) هو ذلك (الباب؟ قال) حذيفة: (نعم) يعلم عمر من هو ذلك الباب علمًا يقينيًا (كما يعلم) عمر (أن دون غدٍ) وقبله (الليلة) المستقبلة؛ أي: مجيئها قبل غدٍ؛ وإنما علم عمر ذلك