للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَاجْتَمَعْنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَنَا فَقَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا،

===

قال الأبي: والأظهر أن المراد بالصلاة: الصلاة لغةً؛ أي: الدعوة جامعة، وهو كلام جرى العرف به في نداء القوم لأمر مهم.

وكان الشيخ ابن عرفة يحملها على أنها صلاة الفرض، فأخذ منه جواز ما يفعله المؤذنون اليوم من التحضير عند فراغهم من الأذان، وأنه ليس ببدعة، خلافًا لما ذهب إليه بعض متأخري التونسيين؛ من أنه بدعة، وكان الشيخ يستحسن هذا الأخذ، وفيه نظر؛ لأنه وإن سلم أنها صلاة الفرض .. فإنه لم يتكرر ذلك، وإنما يستعمل في الدعاء لأمر مهم. انتهى من "الأبي".

ويمكن أيضًا أن يكون هذا قبل مشروعية الأذان، وقد ثبت أن المسلمين قبل مشروعية الأذان كانوا ينادون: (الصلاة جامعة). انتهى منه.

(فاجتمعنا) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا فقال) في خطبته: (إنه) أي: إن الشأن والحال (لم يكن نبي) من الأنبياء (قبلي إلا كان حقًّا) أي: واجبًا (عليه) أي: على ذلك النبي (أن يدل) ويرشد (أمته على) جميع (ما يعلمه) كونه (خيرًا لهم، وينذرهم) أي: يخوفهم عن جميع (ما يعلمه) كونه (شرًّا لهم) وإنما كان ذلك حقًّا واجبًا عليه؛ لأنه من طريق النصيحة والاجتهاد في التبليغ والبيان لهم (وإن أمتكم هذه) التي هي أنتم منها؛ يعني: المحمدية (جعلت عافيتها) أي: سلامتها من الفتن واستقامتها واجتماع كلمتها (في أولها) يعني بأول الأمة: زمانه وزمان الخلفاء الثلاثة إلى قتل عثمان، فهذه الأزمنة كانت أزمنة اتفاق هذه الأمة، واستقامة أمرها، وعافية دينها، فلما قتل عثمان .. هاجت الفتن؛

<<  <  ج: ص:  >  >>