للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللهُ عَزَ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَإنَ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ

===

(وإني سمعت بلال بن الحارث المزني) أبا عبد الرحمن المدني (صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات مقبولون.

حالة كون بلال بن الحارث (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة) التي هي (من رضوان الله) تعالى - بكسر الراء - أي: مما يرضيه ويحبه؛ لكونها أمرًا بالمعروف، أو نهيًا عن المنكر، حالة كون ذلك المتكلم (ما يظن أن تبلغ) تلك الكلمة؛ أي: لا يعلم أن تبلغ تلك الكلمة (ما بلغت) من القدر والشرف عند الله؛ أي: من رضا الله تعالى عنه، وجملة الظن حال من فاعل التكلم.

وفي "المشكاة": (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها) قال القاري: أي: قدر تلك الكلمة ومرتبتها عند الله تعالى (فيكتب الله عز وجل له) أي: لذلك الرجل الذي تكلمها، وفي "التحفة": أي: يكتب لأحدكم الذي تكلم بالكلمة المذكورة (بها) أي: بتلك الكلمة (رضوانه) أي: رضاه (إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله) تعالى؛ أي: مما يسخطه ويبغضه؛ كالأمر بترك المأمورات، وارتكاب المنهيات، والحال أنه (ما يظن) ولا يعلم (أن تبلغ) تلك الكلمة (ما بَلَغَتْ) مِن سخط الله

<<  <  ج: ص:  >  >>