للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ قَالَ عَلْقَمَةُ: فَانْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ وَمَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ؛

===

إياها (فيكتب الله عز وجل عليه) أي: على أحدكم (بها سخطه) أي: غضبه (إلى يوم يلقاه) أي: يلقى الله ذلك الأحد.

قال ابن عيينة: هي الكلمة عند السلطان، فالأولى ليرده بها عن ظلم، والثانية ليجره بها إلى ظلم.

وقال ابن عبد البر: لا أعلم خلافًا في تفسيرها بذلك، نقله السيوطي.

قال الطيبي: فإن قلت: ما معنى قوله: "يكتب له بها رضوانه" وما فائدة التوقيت (إلى يوم يلقاه)؟

قلت: معنى كتبه رضوان الله؛ أي: تَوْفيقُه لِما يُرْضِي الله تعالى من الطاعات والمسارعة إلى الخيرات؛ ليعيش في الدنيا حميدًا، وفي البرزخ يُصان من عذاب القبر ويفسح له قبره، ويقال: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، ويحشر يوم القيامة سعيدًا، ويظله الله تعالى في ظله، ثم يلقى بعد ذلك من الكرامة والنعيم المقيم، ثم يفوز بلقاء الله ما كل ذلك دونه.

وفي عكسه: قوله: "يكتب الله عليه بها سخطه" ونظيره: قوله تعالى لإبليس: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} (١).

وبالسند المذكور: (قال علقمة) ابن وقاص لذلك الرجل المار عليه: (فانظر) أيها الرجل الداخل على الأمراء (ويحك) أي: يرحمك الله عز وجل.

قوله: (ماذا تقول) مفعول (انظر ماذا تقول) عند الأمراء؛ هل هو كلام فيه ثواب، أو كلام فيه عقاب (وماذا تكلم به) عند الناس هل فيه وعد، أو فيه


(١) سورة ص: (٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>