للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِهِ قال: "قُلْ: رِبِّي اللهُ ثمّ اسْتقِمْ"،

===

وأتمسك (به) في الإسلام، أي: في أحكامه وخصاله وأموره، أي: حدثني قولًا واضحًا في نفسه، وفي رواية مسلم زيادة: (لا أسأل عنه) أي: عن تفسير ذلك القول (أحدًا) من الناس (بعدك) أي: بعد قولك لي وتعليمك إياي.

قال الأبي: ولما كانت أحكام الإسلام من الأفعال والتروك وشرائط ذلك لا تنحصر .. سأل بحسن نظره بيان جميع ذلك بقول جامع جلي يَستغني بجمعه ووضوحه عن سؤال غيره صلى الله عليه وسلم.

وعبارة القرطبي: أي: علمني قولًا جامعًا لمعاني الإسلام وأحكامه، واضحًا في نفسه، بحيث لا يحتاج إلى تفسير غيرك، أعمل عليه وأكتفي، وهذا نظير قول الآخر له: (علمني شيئًا أعيش به في الناس، ولا تكثر علي فأنسى، فقال: لا تغضب) رواه أحمد والبخاري والترمذي ومالك في "الموطأ" من حديث أبي هريرة.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال سفيان: إن أردت يا سفيان قولًا جامعًا للإسلام .. (قل) يا سفيان مجددًا لإيمانك بقلبك ولسانك: (ربي الله) أي: صَدَّقْتُ بوحدانيته تعالى وبجميع ما أتى به رسوله صلى الله عليه وسلم (ثم استقم) أي: اثبُتْ على الشريعة؛ بامتثال المأمورات، واجتناب المنهيات، ولا تَعْوَجَّ عنها.

وقال الأبي: وكان هذا الجواب من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أجمل فيه ما فصله في ثلاث وعشرين سنة، أو في عشرين، على الخلاف كم بقي بعد البعثة.

والمعنى: اعتدل على طاعة الله تعالى عقدًا وقولًا وفعلًا، وداوم على ذلك، ولا يحصل منك اعوجاج منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>