للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ؛ تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،

===

غزوة تبوك، وقد أصابنا الحر، فتفرق القوم، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني).

(فأصبحت يومًا قريبًا منه) صلى الله عليه وسلم (ونحن نسير فقلت) له: (يا رسول الله؛ أخبرني بعمل يدخلني الجنة) برفع (يدخل) على أنه صفة (عمل) إما مخصصة أو مادحة أو كاشفة؛ فإن العمل إذا لم يكن بهذه الحيثية .. كأنه لا عمل، وقيل: بالجزم، وفيه تكلف. انتهى من "التحفة".

(ويباعدني من النار)، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (لقد سألت عظيمًا) أي: عن عمل عظيم فعله على النفوس (وإنه ليسير) أي: هين وسهل (على من يسره الله) تعالى (عليه)؛ أي: جعله سهلًا عليه.

قوله: (تعبد الله) إما بمعنى الأمر، وكذا ما بعده، وإما خبر مبتدأ محذوف تعويلًا على أقوى الدليلين؛ أي: هو أن تعبد الله؛ أي: إن العمل الذي يدخلك الجنة عبادتك الله، بحذف (أن) المصدرية، أو على تنزيل الفعل منزلة المصدر، وعدل عن صيغة الأمر؛ تنبيهًا على أن المأمور كأنه متسارع إلى الامتثال، وهو يخبر عنه؛ إظهارًا لرغبته في وقوعه، وفَصَلَهُ عن الجملة الأولى؛ لكونه بيانًا أو استئنافًا. انتهى منه.

أي: إن العمل الذي يدخلك الجنة: هو إفراد الله تعالى بالعبادة، حالة كونك (لا تشرك به) تعالى (شيئًا) من المخلوقات في العبادة ظاهرًا ولا باطنًا.

وجملة الإشراك في محل النصب حال من فاعل (تعبد) وما بعدها من الجمل معطوفة عليها، أو معطوفة على جملة (تعبد) على كونها خبرًا لمبتدأ محذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>