للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ انَّارَ الْمَاءُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْل،

===

عطف مفصل على مجمل؛ أي: ذلك العمل الذي يدخلك الجنة عبادة الله، حالة كونك لا تشرك به شيئًا (وتقيم الصلاة) المفروضة؛ أي: وإقامتها في وقتها المحدد لها بأركانها وشروطها (وتؤتي الزكاة) أي: وأداؤها بشروطها في مصارفها المبينة في القرآن (وتصوم رمضان) أي: وصومك شهر رمضان بشروطه المبينة عند الفقهاء (وتحج البيت) الحرام؛ أي: وأداء حج البيت الحرام في وقته المحدد مرةً في العمر بشروطه.

(ثم) بعدما بين لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العمل الذي يدخلني الجنة (قال) لي زيادةً على ما سألته عنه: (ألا) - بفتح الهمزة مع التخفيف - أي: انتبه يا معاذ واستمع مني ما أقول لك؛ فأنا (أدلك على أبواب الخير) وأنواعه التي تدخلك الجنة؛ منها: أن إكثار (الصوم جنة) أي: ستر من النار والمعاصي الموصلة إليها؛ وهو - بضم الجيم وتشديد النون - في الأصل: الترس؛ وهو ما يكون وقايةً وسترًا من سيف العدو ورماحه.

والمعنى هنا: أي: مانع من النار، أو من المعاصي؛ بكسر الشهوة، وضعف القوة، وقال في "النهاية: (الصوم جنة) أي: يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات؛ والجنة: الوقاية. انتهى من "تحفة الأحوذي".

(و) منها: أن إكثار (الصدقة) أي: النوافل منها (تطفئ الخطيئة) من الإطفاء أي: تذهبها وتمحو أثرها؛ أي: إذا كانت متعلقة بحقوق الله تعالى، وإذا كانت من حقوق العباد .. فتدفع تلك الحسنة إلى خصمه عوضًا عن مظلمته (كما يطفئ النار الماء و) منها (صلاة الرجل) وكذا المرأة (من جوف الليل)

<<  <  ج: ص:  >  >>