للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ: بَلَى، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: "تَكُفُّ عَلَيْكَ

===

ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر) كما في رواية الترمذي؛ أي: رأس أمر الدين (الإسلام) يعني: الشهادتين، وهو من باب التشبيه المقلوب؛ إذ المقصود تشبيه الإسلام برأس الأمر؛ ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في احتياجه إليه وعدم بقائه دونه (وعموده) أي: عمود الأمر (الصلاة) يعني: الإسلام هو أصل الدين، إلا أنه ليس له قوة وكمال؛ كالبيت الذي ليس له عمود، فإذا صلى وداوم عليها .. قوي دينه، ولم يكن له رفعة، فإذا جاهد .. حصل لدينه رفعةً، وهو معنى قوله: (وذروة سنامه الجهاد) وفيه: إشعار إلى صعوبة الجهاد، وعلو أمره وتفوقه على سائر الأعمال.

والجهاد: من الجهد - بالفتح - وهو المشقة، أو - بالضم - وهو الطاقة؛ لأنه يبذل الطاقة في قتال العدو عند فعل العدو مثل ذلك.

(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله) والملاك: ما به إحكام الشيء وتقويته؛ مِنْ مَلَكَ العجينَ؛ إذا أَحْسَنَ عَجْنَه وبالغَ فيه؛ وأهل اللغة يكسرون الميم ويفتحونها، والرواية بالكسر.

و(ذلك) إشارة إلى أن ما ذكر من أول الحديث من العبادات، وأكده بقوله: (كله) لئلا يظن عدم الشمول؛ أي: ألا أخبرك بما تقوم به تلك العبادات جميعها.

قال معاذ: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى) أخبرني يا رسول الله بملاك ذلك كله، قال معاذ: (فأخذ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلسانه) الباء زائدة، والضمير راجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقال) لي: (تكف) - بتشديد الفاء مع ضم الكاف - مضارع كف المضعف، وفي رواية الترمذي: (كُفَّ) بصيغة الأمر؛ أي: تحبس وتمنع وتحفظ (عليك)

<<  <  ج: ص:  >  >>