للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهو عطف على مقدر؛ أي: هل تظن غير ما قلت؟ ! وهل يكب (الناس) أي: يلقيهم ويسقطهم ويصرعهم (على وجوههم أو على مناخرهم) كما في رواية الترمذي بالشك من الراوي؛ والمنخر - بفتح الميم وكسر الخاء وفتحهما - ثقب الأنف، والاستفهام للنفي، خصهما بالكب؛ لأنهما أول الأعضاء سقوطًا (إلا حصائد ألسنتهم) أي: محصوداتها، شبه ما يتكلم به الإنسان بالزرع المحصود بالمنجل، وهو من بلاغة النبوة؛ فكما أن المنجل يقطع ولا يميز بين الرطب واليابس، والجيد والردئ .. فكذلك لسان بعض الناس يتكلم بكل نوع من الكلام حسنًا أو قبيحًا.

والمعنى: لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؛ من الكفر والقذف والشتم والغيبة والنميمة والبهتان ونحوها.

والاستثناء مفرغ، وهذا الحكم وارد على الأغلب؛ أي: على الأكثر؛ لأنك إذا جربت .. لم تجد أحدًا حفظ لسانه عن السوء، ولا يصدر عنه شيء يوجب دخول النار إلا نادرًا. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي وأحمد.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث بلال بن الحارث.

* * *

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث بلال بن الحارث بحديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>