عدو، حالة كون ذلك الرجل (يبتغي الموت) بلا سبب (أو) قال: يبتغي (القتل) أي: بيد العدو في (مظانه) أي: في الأماكن التي يظن فيه القتل؛ وهي معركة العدو.
وفي "النهاية": المظان - جمع مظنة، بالكسر - وهو موضع الشيء ومحله، مفعلة من الظن؛ بمعنى: العلم.
قال النووي: معنى: "يبتغي القتل والموت مظانه" أي: يطلبه في مواطنه التي يرجى فيها؛ لشدة رغبته في الشهادة، وفي هذا الحديث: فضيلة الجهاد والحرص على الشهادة. انتهى منه.
قوله:(ورجل) معطوف على (رجل) الأول؛ أي: وأفضلهم أيضًا مكسبًا ومعيشةً رجل نازل (في غنيمة) قليلة، تصغير غنم، كائنةٍ تلك الغنيمة (في رأس شعفة) - بفتحات - أي: في رأس جبل وأعلاه، كائنة تلك الشعفة (من هذه الشعاف) التي بين أيدينا (أو) كائنة تلك الغنيمة في (بطن واد) كائن (من هذه الأودية) التي نراها حالة كون ذلك الرجل (يقيم) ويؤدي (الصلاة) المفروضة في وقتها (ويؤتي الزكاة) أي: زكاة تلك الغنيمة (ويعبد ربه) بأنواع العبادات؛ من ذكر العام بعد الخاص (حتى يأتيه) ويأخذه (اليقين) الموت، حالة كونه (ليس من الناس إلا في خير) وعافية وسلامة؛ لا يؤذيهم ولا يُؤْذَى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط.