وقد كانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء والزهاد مختلطين، فيحصلون منافع الاختلاط؛ كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المرضى وحلق الذكر، وغير ذلك. انتهى "نووي".
قوله:"خير معايش الناس لهم" والمعايش - جمع معاش - والمعاش: هو ما يعيشون به من المكاسب والحرف.
والمعنى: خير الناس وأفضلهم بالنظر إلى ما كان مكسبًا ومعيشةً لهم .. رجل ممسك عنان فرسه - بكسر العين - وهو الحديد الذي يجعل في فم الفرس عند الركوب، ويسمى باللجام.
أما بفتحها .. فهو ما ظهر في السماء من السحاب؛ أي: رجل ملازم لعنان فرسه، كثير الركوب عليه للحرب والجهاد.
وليس المراد: الدوام على ظهر الفرس؛ إذ لا بد من النزول. انتهى "سندي".
والمراد بقوله:"ممسك بعنان فرسه" أي: متأهب ومنتظر وواقف بنفسه على الجهاد في سبيل الله تعالى وطاعته.
قوله:"ويطير على متنه" أي: يسرع جدًّا على ظهره حتى كأنه يطير طيران الطير.
"كلما سمع هيعةً أو فزعةً" والهيعة: الصوت تفزع منه وتخافه من عدو؛ والفزعة - المرة من فزع - إذا خاف، أو نهض للإغاثة وملاقاة العدو؛ والمعنى: أن يجري فرسه بسرعة مبادِرًا به إلى لقاء العدو.
والمعنى: أي وقت سمع صوت العدو، أو رأى النهضة إلى لقاء العدو .. (طار عليه) أي: أسرع كالطير حالة كونه راكبًا عليه (إليها) أي: إلى تلك الهيعة أو الفزعة، وفي "النهاية": الهيعة الصوت الذي تفزع منه وتخافه من