للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "رَجُلٌ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ امْرُؤٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ

===

(عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

قال أبو سعيد: (أن رجلًا) من المسلمين، ولم أر من ذكر اسمه (أتى) أي: جاء (النبي صلى الله عليه وسلم فقال) له: يا رسول الله (أي) أفراد (الناس أفضل) أي: أكثر أجرًا عند الله تعالى وأرفع منزلةً عنده تعالى؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال الرجل: ذلك الأفضل (رجل مجاهد) أي: مقاتل (في سبيل الله) وطاعته لإعلاء كلمته تعالى، لا لعصبية ولا لوطنية (بنفسه) أي: ببذل نفسه وروحه في طاعة الله (و) صرف (ماله) في مؤن الجهاد وأهبته.

قال القاضي: هذا عام مخصوص؛ تقديره: هذا من أفضل الناس، وإلا .. فالعلماء أفضل، وكذا الصديقون؛ كما جاءت به الأحاديث.

(قال) الرجل السائل: (ثم) بعد هذا الذي ذكرته لنا (من) هو أفضل الناس؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم) بعد ذلك الذي ذكرته لكم: أفضلهم (امرؤ) أي: شخص منفرد معتزل عن الناس (في شعب) بكسر الشين وسكون المهملة (من الشعاب) - بكسرها أيضًا - أي: في واد من الأودية؛ يريد: العزلة من الناس؛ والشعب: الطريق مطلقًا، أو الطريق في الجبل، أو ما انفرج بين الجبلين والناحية، قال النووي: وليس المراد: الانفراد والانعزال، وذكر (الشعب) مثالًا لا للتخصيص؛ لأنه خالي عن الناس غالبًا.

انتهى منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>