حالة كونه (يعبد الله عزَّ وجلّ) بأنواع مختلفة من العبادات (ويدع) أي: يترك (الناس) أي: الخلق (من) إيصال (شره) وضرره إليهم نفسًا ومالًا.
وفي هذا إشارة إلى أن صاحب العزلة ينبغي له أن ينظر في العزلة إلى ترك الناس عن شره، لا إلى خلاصه من شرهم؛ ففي الأول تحقير النفس، وفي الثاني تحقيرهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجهاد، باب أفضل الناس مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط، وأبو داوود في كتاب الجهاد، باب في ثواب الجهاد، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس أفضل، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، والنسائي في كتاب الجهاد، باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١٣) - ٣٩٢٣ - (٣)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة، لكنه